لكل منا هواية خاصة ، فمنا من يهتم بجمع الطوابع ، او تستهويهم القراءة و آخرون يحبون السباحة ، أو كرة القدم ، او ركوب الخيل . و كلها هوايات مألوفة ، أما عن جمع الصخور ، و المعادن فهو امر غريب جدا ؛ فالقليل منا من تستهويه هذه الهواية .

هناك العديد من الاشخاص الذين يهوون جمع المعادن ، و الصخور ، و القراءة عنها ، او حتى السفر في سبيل تجميعها ! و يوجد العديد من النوادي التي تعنى بدراسة الصخور ، و جمعها ، و تنظيم رحلات ميدانية لجمعها ، و عقد الندوات ، و الدراسات فيها .

و يرى الاشخاص الذين يهوون هذه الهواية ان تلك الهواية تقربهم من جمال الطبيعة ، و سحرها فهناك العديد من الصخور النادرة التي تمتاز بجمال ورثته من الطبيعة التي اخذت منها. فمثلا هناك من يهوى جمع عينات الصخور التي تشبه الطيور ، و الحيوانات ، و الزهور ، و الورود ، وهناك المهتم بالوان هذه الصخور ؛ فمنها من يشع في الظلام ، و منها اللامع تحت الضوء اذ ان هناك العديد من الصخور ذات الوان ساحرة ، و اخرون يهتمون بجمع انواع معينة من الصخور ، كما انهم قد يستهويهم جمع عينات الصخور التي يوجد عليها احافير لكائنات بحرية .

يذهب الشخص الذي يمارس الهواية الى اماكن متعددة ، و قد يضطر الى السفر في سبيل ذلك ؛ اذ ان تعدد الاماكن ، و اختلاف طبيعتها عاملان يساعدان على العثور على انواع متعددة من الصخور ذات طبيعة مختلفة. و قد يصعد الشخص الذي تستهويه هذه الهواية أعالي الجبال، و ينزل قيعان الوديان ؛ للبحث عن الصخور المميزة ، و المختلفة .

و لممارسة الهواية ادوات خاصة ، كالعدسة التي يستخدمها الهاوي للتنقيب عن الصخور ، بالاضافة الى المطرقة التي تساعد على استخراج المعادن ، و الصخور من اماكنها ، و اكياس ، أو دلاء ؛ لتجميعها . و يمكن ان تتحول هذه الهواية الى فن عن طريق اداة تدعى البهلوان لتلميعها ، أو حتى إعادة تشكيلها .

و لكل هواية خطورتها و قد تبدو هذه الهواية خالية من المخاطر ، الا ان العديد من الجيولوجيين قد حذروا من الصخور الموجودة بالقرب من المناطق البركانية ؛ اذ تحتوي على غازات سامة ، مثل غاز الرادون. و علاوة على ذلك، على الشخص الذي يمارس هذه الهواية الاهتمام بسلامته ، عن طريق لبس قبعة للاحتماء من اشعة الشمس ، و شرب كميات كبيرة من الماء، كما يجب على الشخص ارتداء نظارات للسلامة ، و قفازات لحماية اليدين .